فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

سورة الحاقة:
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ
{الْحاقّةُ} أي: الساعة الحاقة التي تحقُّ فيها الأمور، ويجب فيها الجزاء على الأعمال. من قولهم: حق عليه الشيء، إذا وجب.
وقوله: {ما الْحاقّةُ} من وضع الظاهر موضع المضمر، تفخيما لشأنها، وتعظيما لهولها {وما أدْراك ما الْحاقّةُ} قال بعضهم: من عوائد العرب في محاوراتهم اللطيفة، إذا أرادوا تشويق المخاطب في معرفة شيء ودرايته، أتوْا بإجمال وتفصيل، أي: أي: شيء أعلم المخاطب ما هي؟ تأكيدا لتفخيم شأنها، حتى كأنها خرجت من دائرة علم المخاطب على معنى: أن عظم شأنها، وما اشتملت عليه، من الأوصاف، مما لم تبلغه دراية أحد من المخاطبين ولم تصل إليه معرفة أحد من السامعين، ولا أدركه وهمه، وكيفما قدر حالها، فهي وراء ذلك وأعظم. ومنه يعلم أن الاستفهام كناية عن لازمه، من أنها لا تعلم، ولا يصل إليها دراية دارٍ، ولا تبلغها الأفكار.
{كذّبتْ ثمُودُ وعادٌ بِالْقارِعةِ} أي: بالساعة التي تقرع الناس بأهوالها وهجومها عليهم.
قال الزمخشريّ: ووضعت موضع الضمير لتدل على معنى القرع في الحاقة، زيادة في وصف شدتها. ولماّ ذكرها وفخمها أتبع ذكر ذلك من كذب بها، وما حل بهم بسبب التكذيب، تذكيرا لأهل مكة، وتخويفا لهم من عاقبة تكذيبهم. {فأمّا ثمُودُ} وهم قوم صالح عليه السلام {فأُهْلِكُوا بِالطّاغِيةِ} أي: بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة، أو بطغيانهم، والطاغية مصدر كالعافية. {وأمّا عادٌ} وهم قوم هود عليه السلام {فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صرْصرٍ} أي: شديدة العصوف والبرد {عاتِيةٍ} أي: متجاوزة الحد المعروف في الهبوب والبرودة. {سخّرها} أي: سلطها {عليْهِمْ سبْع ليالٍ وثمانِية أيّامٍ حُسُوما} أي: متتابعات من حسمت الدابة، إذا تابعت بين كيّها. شبه تتابع الريح المستأصلة بتتابع الكيّ القاطع للداء. أو معناه: نحسات، حسمت كل خير واستأصلته، أو قاطعات، قطعت دابرهم. هذا على أن {حُسُوما} جمع حاسم، كشهود وقعود. فإن كان مصدرا فنصبه بمضمر، أي: تحسم حسوما، أو بأنه مفعول له، أي: سخرها عليهم للحسوم، أي: الاستئصال، وقد قيل: إن تلك الأيام هي أيام العجز. والعامة تقول: العجوز وهي التي تكون في عجز الشتاء، أي: آخره.
{فترى الْقوْم فِيها صرْعى} أي: هلكى، جمع صريع {كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ خاوِيةٍ} أي: ساقطة مجتثة من أصولها كآية:
{كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ مُّنقعِرٍ} [القمر: 20]، {فهلْ ترى لهُم مِّن باقِيةٍ} أي: بقاء، أو نفس باقية، أو بقية.
{وجاء فِرْعوْنُ ومن قبْلهُ} أي: من الأمم المكذبة، كقوم نوح وعاد وثمود {والْمُؤْتفِكاتِ} وهي قرى قوم لوط {بِالْخاطِئةِ} أي: بالخطأ، أو الأفعال الخاطئة، على المجاز في النسبة. {فعصوْا رسُول ربِّهِمْ فأخذهُمْ أخْذة رّابِية} أي: زائدة في الشدة.
{إِنّا لمّا طغى الْماء} أي: كثر وتجاوز حده المعروف، بسبب إصرار قوم نوح على الكفر والمعاصي، وتكذيبه، عليه السلام {حملْناكُمْ فِي الْجارِيةِ} أي: السفينة التي تجري في الماء.
قال ابن جرير: خاطب الذين نزل فيهم القرآن، وإنما حمل أجدادهم نوحا وولده، لأن الذين خوطبوا بذلك، ولد الذين حُملوا في الجارية، فكان حملُ الذين حملوا فيها من الأجداد، حملا لذريتهم, {لِنجْعلها} أي: تلك الفعلة التي هي إنجاء المؤمنين، وإغراق الكافرين {لكُمْ تذْكِرة} أي: آية وعبرة تذكرون بها صدق وعده في نصر رسله، وتدمير أعدائه.
{وتعِيها} أي: تحفظها {أُذُنٌ واعِيةٌ} أي: حافظة لما سمعت عن الله، متفكرة فيه.
{فإِذا نُفِخ فِي الصُّورِ نفْخةٌ واحِدةٌ} أي: لخراب العالم.
قال أبو السعود: هذا شروع في بيان نفس الحاقة، وكيفية وقوعها، إثر بيان عظم شأنها بإهلاك مكذبيها.
{وحُمِلتِ الْأرْضُ والْجِبالُ فدُكّتا دكّة واحِدة} أي: رفعتا وضربتا ببعضهما من شدة الزلازل. وفي توصيفها بالوحدة تعظيم لها، وإشعار بأن المؤثر لدكّ الأرض والجبال وخراب العالم، هي وحدها، غير محتاجة إلى أخرى. {فيوْمئِذٍ وقعتِ الْواقِعةُ} أي: نزلت النازلة، وهي القيامة.
{وانشقّتِ السّماء} أي: انصدعت {فهِي يوْمئِذٍ واهِيةٌ} متمزقة {والْملكُ على أرْجائِها} أي: جوانبها وأطرافها حين تشقق.
{ويحْمِلُ عرْش ربِّك فوْقهُمْ} أي: فوق الملائكة الذين هم على أرجائها {يوْمئِذٍ ثمانِيةٌ} أي: من الملائكة أو من صفوفها.
قال ابن كثير: يحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة، لفصل القضاء، والله أعلم، انتهى.
ومثله من الغيوب التي يؤمن بها، ولا يجب اكتناهها. وتقدم في سورة الأعراف، في تفسير آية: {ثُمّ اسْتوى على الْعرْشِ} [الأعراف: 54] كلام لبعض علماء الفلك على هذه الآية، فتذكره. وذهب بعض منهم إلى أن المراد بالعرش ملكه تعالى للسماوات والأرض، وب: الثمانية السماوات السبع والأرض. وعبارته:
{ويحْمِلُ} بالجذب {عرْش ربِّك} أي: ملك ربك للأرض والسماوات {فوْقهُمْ يوْمئِذٍ} أي: فوق الملائكة الذين هم على أرجائها يوم القيامة، {ثمانِية} أي: السماوات السبع والأرض.
قال: وهذا يدل على أن السبع ليس للكثرة، بل المراد به الحقيقة. فهم ثمانية يحملون العرش، أي: ملك الأرض والسماوات السبع بالجذب، كما هو حاصل اليوم، ولكن ذلك يكون بشكل عظيم جدا.
ثم قال: ولا وجه لمعترض يقول: إن حملة العرش مسبحة، لقوله تعالى: {الّذِين يحْمِلُون الْعرْش ومنْ حوْلهُ يُسبِّحُون بِحمْدِ ربِّهِمْ} [غافر: 7]، فكيف تسبح السماوات والأرض؟ لأنه يجاب بقوله تعالى: {تُسبِّحُ لهُ السّماواتُ السّبْعُ والأرْضُ ومن فِيهِنّ} [الإسراء: 44].
{يوْمئِذٍ تُعْرضُون} أي: على ربكم للحساب والمجازاة {لا تخْفى مِنكُمْ خافِيةٌ} أي: سريرة كانت تخفى في الدنيا بستر الله.
{فأمّا منْ أُوتِي كِتابهُ بِيمِينِهِ} أي: علامة لفوزه {فأمّا منْ أُوتِي كِتابهُ بِيمِينِهِ فيقول هاؤُمُ اقْرؤُوا كِتابِيهْ} أي: تعالوا، أو خذوا. والهاء للسكت، لا ضمير غيبة.
قال الشهاب: فحقها أن تحذف وصلا، وتثبت وقفا لتصان حركة الموقوف عليه، فإذا وصل استغنى عنها. ومنهم من أثبتها في الوصل لإجرائه مجرى الوقف، أو لأنه وصل بنيّة الوقف. وإثباتها وصلا قراءة صحيحة، ولايلتفت لقول بعض النحاة: إنها لحن. {إِنِّي ظننتُ} أي: علمت {أنِّي مُلاقٍ حِسابِيهْ} أي: جزائي يوم القيامة، أي: فأعددت له عدته من الإيمان والعمل الصالح.
{فهُو فِي عِيشةٍ رّاضِيةٍ} أي: ذات رضا، ملتبسة به، فيكون بمعنى مرضية، أو الأصل: راض صاحبها، فأسند الرضا إليها، لجعلها، لخلوصها عن الشوائب، كأنها نفسها راضية مجازا ويجوز أن يكون فيه استعارة مكنية وتخييليية، كما فصل في (المطول).
{فِي جنّةٍ عالِيةٍ * قُطُوفُها دانِيةٌ} جمع قطف بكسر القاف، وهو ما يقطف من ثمرها {دانِيةٌ} أي: قريبة سهلة التناول.
{كُلُواْ} أي: يقال لهم: كلوا {واشْربُوا هنِيئا بِما أسْلفْتُمْ فِي الْأيّامِ الْخالِيةِ} أي: الماضية في الحياة الدنيا.
{وأمّا منْ أُوتِي كِتابهُ بِشِمالِهِ فيقول} أي: عندما يلاقي العذاب {يا ليْتنِي لمْ أُوت كِتابِيهْ*
ولمْ أدْرِ ما حِسابِيهْ} أي: أي: شيء حسابي.
{يا ليْتها كانتِ الْقاضِية} قال ابن جرير: أي: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت هي الفراغ من كل ما بعدها، ولم يكن بعدها حياة ولا بعث. والقضاء هو الفراغ. وقيل: إنه تمنى الموت الذي يقضي عليه، فتخرج منه نفسه.
{ما أغْنى عنِّي مالِيهْ} أي: ما دفع من عذاب الله شيئا.
{هلك عنِّي سُلْطانِيهْ} أي: ملكي وتسلطي على الناس. أو حجتي، فلا حجة لي أحتج بها.
{خُذُوهُ} أي: يقال لخزنة النار: خذوه بالقهر والشدة {فغُلُّوهُ} أي: ضموا يده إلى عنقه؛ إذ لم يشكر ما ملكته.
{ثُمّ الْجحِيم صلُّوهُ} أي: أدخلوه ليصلى فيها؛ لأنه لم يشكر شيئا من النعم، فأذيقوه شدائد النقم.
{ثُمّ فِي سِلْسِلةٍ} أي: حلقة منتظمة بأخرى، وهي بثالثة، وهلم جرّا.
{ذرْعُها} أي: مقدارها {سبْعُون ذِراعا فاسْلُكُوهُ} فأدخلوه فيها. أي: لفُّوه بها، بحيث يكون فيما بين حلقها مرهقا، لا يقدر على حركة. قال القاشانيّ: والسبعون في العرف عبارة عن الكثرة غير المحصورة، لا العدد المعين.
ثم علل استحقاقه ذلك، على طريقة الاستئناف، بقوله: {إِنّهُ كان لا يُؤْمِنُ بِاللّهِ الْعظِيمِ} أي: المستحق للعظمة وحده، بل كان يشرك معه الجماد المهيمن.
{ولا يحُضُّ على طعامِ الْمِسْكِينِ} أي: إطعامه، فضلا عن بذله، لتناهي شحِّه.
{فليْس لهُ الْيوْم هاهُنا حمِيمٌ} أي: قريب تأخذه الحمية له.
{ولا طعامٌ إِلّا مِنْ غِسْلِينٍ} أي: من غسالة أهل النار وصديدهم.
قال ابن جرير: كان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: كل جرح غسلته فخرج منه شيء فهوغسلين- فعلين- من الغسل من الجراح والدّبر، وزيد فيه الياء والنون بمنزلة عفرين.
{لا يأْكُلُهُ إِلّا الْخاطِؤُون} أي: الآثمون أصحاب الخطايا، يقال: خطئ الرجل، إذا تعمد الخطأ. قال الرازيّ: الطعام ما هُيِّء الصديد ليأكله أهل النار طعاما لهم. ويجوز أن يكون المعنى أن ذلك أقيم مقام الطعام، فسمي طعاما. كما قال:
تحيّةُ بيْنِهِمْ ضرب وجيعُ

{فلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُون * وما لا تُبْصِرُون} أي: بالمشاهدات والمغيّبات. وهذا القسم- كما قال الرازيّ- يعم جميع الأشياء على الشمول، لأنها لا تخرج من قسمين: مبصر وغير مبصر، فشمل الخالق والخلق، والدنيا والآخرة، والعالم العلويّ والسفليّ، وهكذا. وتقدم في الواقعة الكلام على كلمة لا أقسم، فتذكر.
{إِنّهُ} أي: القرآن {لقول رسُولٍ كرِيمٍ} وهو محمد صلى الله عليه وسلم، يبلغه عن الله تعالى، لأن الرسول لا يبلغ عن نفسه.
{وما هُو بِقول شاعِرٍ} أي: كما تزعمون، فإن بين أسلوبه وحقائقه، وبين وزن الشعلة وخيالاته، بعد المشرقين.
{قلِيلا ما تُؤْمِنُون} تصدقون بما ظهر صدقه وبرهانه، عنادا وعتوا. والقلة كناية عن النفي والعدم. ونصب {قلِيلا} على أنه نعت لمصدر، أو زمان مقدر، أي: إيمانا وزمانا. والناصب {تُؤْمِنُون} أو {تذكّرُون} و{ما} زائدة، هذا ما قاله ابن عادل، وقال ابن عطية: يحتمل أن تكون نافية ومصدرية.
{ولا بِقول كاهِنٍ} أي: كما تدعون أخرى بأنه من سجع الكهان {قلِيلا مّا تذكّرُون} أي: تتعظون وتعتبرون. قيل: نفى الإيمان في الأول، والذكرى في الثاني؛ لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بيّن، لا ينكره إلا معاند. فلا عذر لقائله في ترك الإيمان، وهو أكفر من حمار. وأما مباينته للكهانة، فيتوقف على تذكر ما؛ لأن الكاهن يأخذ جُعلا، ويجيب عما سئل عنه ويتكلف السجع، ويكذب كثيرا، وإن التبس على الحمقى لإخباره عن بعض المغيبات بكلام منثور، فتأمل.
{تنزِيل} أي: هو تنزيل {مِّن رّبِّ الْعالمِين} أي: ممن رباهم بصنوف نعمه، ومنها ما نزله وأوحاه ليهتدوا به إلى سبل السعادة، ومناهج الفلاح.
{ولوْ تقول عليْنا بعْض الْأقاوِيلِ * لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ * ثُمّ لقطعْنا مِنْهُ الْوتِين * فما مِنكُم مِّنْ أحدٍ عنْهُ حاجِزِين} [44- 47]
{ولوْ تقول عليْنا بعْض الْأقاوِيلِ} أي: افترى علينا. وسمى الكذب تقولا؛ لأنه قول متكلف، كما تشعر به صيغة التفعل. و{الْأقاوِيلِ} إما جمع قول على غير القياس، أو جمع الجمع كالأناعيم، جمع أقوال وأنعام. قيل: تسمية الأقوال المفتراة: أقاويل تحقيرا لها، كأنها جمع أفعولة من القول، كالأضاحيك.
{لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ * ثُمّ لقطعْنا مِنْهُ الْوتِين} قال ابن جرير: أي: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة، ثم لقطعنا منه نياط القلب؛ وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخّره بها. وقد قيل: إن معنى قوله: {لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ} لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه. قال: وإنما ذلك كقول ذي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه: خذ بيده فأقمه، وافعل به كذا وكذا، قالوا: وكذلك معنى قوله: {لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ} أي: لأهنّاه، كالذي يفعل بالذي وصفنا حاله. انتهى.
وقال الزمخشري: المعنى لو ادّعى علينا شيئا لم نقله لقتلناه صبرا، كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم، معالجة بالسخط والانتقام. فصوّر قتل الصبر بصورته ليكون أهول، وهو أن يؤخذ بيده، وتضرب رقبته؛ وخص اليمين عن اليسار، لأن القاتل إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره، وإذا أراد أن يوقعه في جيده، وأن يكفحه بالسيف، وهو أشد على المصبور، لنظره إلى السيف، أخذ بيمينه، فمعنى {لأخذْنا مِنْهُ بِالْيمِينِ} لأخذنا بيمينه، كما أن قوله: {لقطعْنا مِنْهُ الْوتِين} لقطعنا وتينه، وهذا بيّن. انتهى.
وما قرره الزمخشري أبلغ في المراد، وهو بيان المعاقبة بأشد العقوبة، إذ على الأول يفوت التصوير والتفصيل والإجمال؛ لأن قوله: {بِالْيمِينِ} بعد {لأخذْنا مِنْهُ} بيان بعد الإبهام، ويصير قوله: {مِنْه} زائدا من غير فائدة، ويرتكب المجاز من غير فائدة أيضا، كما في (العناية).
{فما مِنكُم مِّنْ أحدٍ عنْهُ حاجِزِين} أي: ليس أحد منكم يحجزنا عنه، ويحول بيننا وبين عقوبته، لو تقول علينا.
{وإِنّه} أي: القرآن {لتذْكِرةٌ لِّلْمُتّقِين} أي: عظة لمن يتقي عقاب الله بالإيمان به وحده، وما نزل من عنده.
{وإِنّا لنعْلمُ أنّ مِنكُم مُّكذِّبِين} أي: له، إيثارا للدنيا والهوى، أي: فنجازيكم على إعراضكم.
{وإِنّهُ لحسْرةٌ على الْكافِرِين} أي: ندامة عليهم، إذا رأوا ثواب المؤمنين به.
{وإِنّهُ لحقُّ الْيقِينِ} أي: للحق اليقين الذي لا ريب فيه.
{فسبِّحْ بِاسْمِ ربِّك الْعظِيمِ} أي: دُم على ذكر اسمه، وادأب على الدعوة إليه وحده، وإلى ما أوحاه إليك. فالعاقبة لك، ولمن اتبعك من المؤمنين. اهـ.